قد سمعنا عن قانون نيوتن الثالث في الفيزياء: “لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومعاكس له في الاتجاه”. هذا القانون ما ينطبق بس على الكواكب والصواريخ، ينطبق بعد على حياتنا الاجتماعية بشكل عجيب! العلاقات البشرية، زيها زي قوانين الطبيعة، تشتغل على مبدأ السبب والنتيجة. كل كلمة، كل تصرف، كل نية منك، بتلقى انعكاسها في الآخر، سواء كنت تشوفها مباشرة أو بعد وقت.
“الكلمة الطيبة أثرها عميق”
خذ عندك مثال بسيط: لما تبتسم لشخص غريب، غالباً بيرد عليك بابتسامة، حتى لو كان مزاجه معكر. هذي الحركات الصغيرة تعزز فكرة أن الفعل الطيب يولّد فعل طيب مثله. زي ما يقول الإمام الشافعي: “ازرع جميلاً ولو في غير موضعه، فلن يضيع الجميل أينما زُرع.”
“السلبية تجر السلبية”
الحين تعال نقلب الصورة. لو دخلت مكان وأنت مكشر وتتكلم بحدة، كيف تتوقع الناس بيردون عليك؟ أكيد بنفس الأسلوب، وبتشوف وجوههم مقطبة بعد. الكاتب ستيفن كوفي، في كتابه “العادات السبع للناس الأكثر فعالية”، يقول: “طريقتك في التعامل مع الآخرين تحدد بشكل كبير طريقة تعاملهم معك.”
“التعامل في العلاقات العاطفية”
خلنا نتكلم عن العلاقات العاطفية. لو شريك حياتك حسيت منه جفاف أو برود، غالباً السبب يكون في تصرفاتك تجاهه. يمكن بدون ما تشعر، كنت ناقد أكثر من اللازم أو غافل عن احتياجاته. العلاقات زي التوازن، كل ما عطيت حب واهتمام، كل ما رجع لك نفس الشعور. وهنا تذكّر كلمات جبران خليل جبران: “الحب لا يعطي إلا من ذاته، ولا يأخذ إلا من ذاته.”
“النية أهم من الفعل”
نرجع للحياة الاجتماعية بشكل عام. أحياناً ما هو الفعل نفسه اللي يأثر، بل النية وراءه. لو ساعدت أحد بهدف استغلاله، يمكن يطول الوقت قبل ما يرجع عليك هالنية، لكنها بتجيك، سواء في صورة ثقة مفقودة أو علاقة تنهار. وفي المقابل، لو نيتك صافية، حتى لو الفعل بسيط، بتلقى الأثر الإيجابي يتضاعف.
“كيف نخلي قانون نيوتن الاجتماعي لصالحنا؟”
• ابدأ بنفسك: بدال ما تنتظر الناس يكونون لطفاء معك، كن أنت اللطيف أولاً.
• رد الجميل، حتى لو صغير: لا تستهين بالأفعال البسيطة، تراها تصنع فرق كبير.
• لا ترد السوء بالسوء: لأنك كذا بتدخل دائرة لا تنتهي من الطاقة السلبية.
• ضع نفسك مكان الآخر: التعامل بالتفاهم بدل الانتقام يولد بيئة أكثر صحة.
“في الختام”
العلاقات زي المرايا. اللي تعكسه للناس، هو اللي بيرجع لك. تعامل بحب، بتلقى الحب. تعامل باحترام، بتلقى الاحترام. زي ما قال الأديب باولو كويلو: “كل ما تفعله يعود إليك، سواء كان طيباً أو سيئاً.”
فخل شعارك دائماً: “كن أنت البداية”، لأنك أنت المسؤول الأول عن الأفعال اللي تعكس واقعك الاجتماعي.